الأحد، 26 فبراير 2017

إن للبشرية على اختلاف أجناسهم. شعائر تقدس وأماكن تعظم وأزمنة تنتظر وقد شغفت أمتنا الاسلامية بتقديس كل مايستحق التقديس وتعظيم مايستحق التعظيم وليس غريب ذلك فإن الله تعالى قال ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ...)).ومن الازمنة المعظمة عندنا يوم الجمعة حيث وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم انه أفضل يوم طلعة فيه الشمس فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ) . رواه مسلم

فجعله الله يوم عيد وعبادة لله بعد ان ضل عنه أهل الكتاب من قبلنا فقد امر سيدنا موسى قومه أن يقرؤوا لله يوما من الايام السبع لايعملون فيه شيئ من امور دنياهم و ارشدهم الى يوم الجمعة وعظما لهم اجره. لكنهم رغبوا في أن يكون يوم السبت الذي انتهى فيه خلق السموات والأرض فقبل الله عزوجل اختيارهم هذا بأن يكون السبت يوم عبادتهم ومن حكمته تعالى شدد عليهم فيه حيث قال تعالى ((وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا)). ومعنى لاتعدوا في السبت أي لا تتجاوزوا حدود الله بالعمل فيه ومرت الايام وبني اسرائيل على هذا الحال لا يعملون أمور الدنيا في يوم السبت ويتفرغون فيه للعبادة فقط. الى ان قصى الله سبحان وتعالى علينا خبر القرية التي كان كسبها من صيد البحر وكان من ابتلى الله تعالى انه تكثر الاسماك يوم السبت حتى تخرج خارج البحر(إذ تاتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا).ثم تختفي بقية ايام الاسبوع  حيث يقول تعالى : ((وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)).فتحايلا نفرا من اهل هذه القرية بوضع الشباك قبل يوم السبت ويخرجونها بعده زعما منهم انهم لم يصطادوا يوم السبت وهذا اعتداء على شريعة الله. فانقسم اهل تلك القرية الى ثلاثة فرق منهم فريق ارتكب المنكر واعتداء على امر الله وفريق قام بواجب النصح وانكار المنكر على الفسقة المعتدين على امر الله وفريق لم ينكر المنكر وسكت بعد ان رأى النصيحة لم تنفع مع المعتدين وان الله سيعذبهم على معصيتهم حيث قال تعالى: وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْما اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابا شَدِيدا. فرد عليهم فريق الناصحين فعلينا الاخذ بالأسباب لعلهم يتقون وتكون لنا معذرة مع الله بالنهي عن المنكر وعدم السكوت عليه :(( قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)).لكنهم لم يهتدوا وظلوا على امرهم حتى جاء أمر الله وأخذهم بعذاب بَئِيسٍ ونجى الله الناصحون ولم يذكرالله مصير الساكتين والله اعلم بما اصابهم حيث قال تعالى : ((.....فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ)). حيث نسخهم الله الى قدرة حتى اصبح الواحد من المنسوخين يعرف اقاربه من البشر وهم لا يعرفونه. فيقول لهم الادمي الم ننهكم على انتهاك حرمات الله فيشرون برؤؤسهم وهم يبكون.فهذه هي قصة من يعتدي على أمرالله بالتحايل على محارمه فقد أصبح التحايل على محارم الله خصلة يهودية  فقد حرم الله عليهم شحوم الميتة فأدبوها وحولها الى زيوت ثم باعوها وأكلوا ثمنها.فيا أمة خير المرسلين فلنتقي الله في انفسنا ونجتنب التحايل على المحارم بأي صفة كانت فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل ".وقد أصبحت هذه الظاهرة متفشية بيننا اليوم حيث اصبحنا نسمي الربا فائدة والقمار مسابقات والرشوة هدية والزنا والشذوذ تفتح وحرية وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ليشربن ناس الخمر يسمونها بغير اسمها)). فقد أصبح تغير الاسماء مطية لاستحلال محارم الله فيا اخواني عظموا محارم الله فإن ذلك من تعظيم الله وأنكروا المنكر وأمروا بالمعروف فإن ذلك من عزم الامور فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لتأمُرنّ بالمعروف ولتنهوُنّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)). فقد قال عكرمة انه دخل على ابن عباس رضي الله عنهما والمصحف بيده فوجده يبكي فقال له ما يبكيك قال :هذه الورقات وكان بسورة الاعراف عند قصة اصحاب السبت قائلا لا اجد مصير الفرقة الثالثة ذكـر وأخاف ان نكون منهم لأننا نرى المنكرات كثيرة ولا ننكرها. فيا اخواني إن انكار المنكر أوجبه الله  علينا باليد او باللسان او حتى بالقلب وهو اضعف الايمان ولا يقبل إنكاره بدرجة وأنت قادر على ان تنكره بدرجة أعلى منها كأن تنكره بلسانك أونت قادر على ان تغيره بيدك. فاللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه واجعلنا من الفاعلين للمعروف والأمرين به و المجتنبين للمنكرات والناهين عنها أمين يارب العالمين.
https://www.facebook.com/cfpatamanrasset

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق